تابعني على الفيس بوك

ترجم المدونه

القران الكريم

احدث االمواضيع

شاركنا وتواصل معنا

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصحابه والخلفاء الراشدين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصحابه والخلفاء الراشدين. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

ابن تيمية تقي الدين

حمله الدفاع عن الرسول والاسلام
ابن تيمِيَّة، تقي الدين (661-728هـ، 1263-1328م).

تقي الدين أبو العَباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي. شيخ الإسلام في زمانه وأبرز علمائه، فقيه أصولي ومفتي الدين الحصيف وصاحب الآثار الكبرى في علوم الدين والفكر الإسلامي. ولد بحرَّان بتركيا، ورحل إلى دمشق مع أسرته هربًا من غزو التتار. وتلقى العلم على والده وعلى مشايخ دمشق وظهرت عليه علامات النجابة منذ نعومة أظفاره، فكان قوي الذاكرة سريع الحفظ. نهل من منهج النبوة، حتى آلت إليه الإمامة في العلم والعمل سنة 720هـ.
كان من أشد مفكري الإسلام نقدا للفلسفة وعلم الكلام، ودعا إلى وضع العقل بعد النقل وليس قبله. وقد صنف كتاباً ضخماً سماه درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول رد فيه على شطحات الفلاسفة، وفند فيه دعاوى أهل الفرق الضالة حسب رأيه واجتهاده، ودافع فيه عن المنطق الفطري، وهو المنطق السليم، منطق القرآن الكريم. وفي كتابه الرد على المنطقيين حمل على دعوى أتباع أرسطو من المنطقيين الذين ذهبوا إلى أن المفاهيم التي ليست بديهية لاتدرك إلا بالحد (الدليل) بحجة أنها لما كانت غير بديهية كان لابد لها من دليل، وإلا كانت دعوتهم باطلة، وبيَّن ابن تيمية أن تحديد المفاهيم تكتنفه الصعاب، وحتى من دافع عن المنطق من أهل الفلسفة وعلم الكلام، اضطر إلى التسليم بصعوبة تحديد الجنس أو الفصل الخاص، الذي يقوم عليه التعريف، ونسبه ابن تيمية إلى اختلاف الناس في سرعة إدراك الحد الأوسط في القياس مثل حيوان يمشي على أربع، والكلب حيوان، الكلب يمشي على أربع، فالحد الأوسط هنا وهو الكلب حيوان لايحتاج إليه الذكي، ولايستفيد منه الغبي. والنتيجة تحصيل حاصل. وانتقد كذلك نظريات البرهان عند أرسطو باعتبار أن البرهان يتناول الكلّيات الذهنية، في حين أن الكائنات موجودات جزئية، ولذلك فالبرهان لايؤدي إلى معرفة إيجابيته بالكائنات بشكل عام وبالله بشكل خاص.

ذهب ابن تيمية إلى مصر فسُجن بها، ورجع إلى دمشق، وجاهد ضد التتار وحبسه السلطان لفتواه عن طلاق الثلاث، وتحرش به علماء دمشق عند السلطات ليوقعوا به، فَحُبِس ثانية في قلعة دمشق ومات فيها. وخرجت البلدة على بكرة أبيها تشيع جنازته.
كان ابن تيمية صالحاً مصلحاً، داعيا إلى الإصلاح والعودة إلى القرآن والسنة، وكان ذا باع طويل في اللغة العربية وعلومها، وفي مختلف العلوم. تربو مصنفاته على ثلاثمائة مجلد في علوم الإسلام المختلفة من أهمها: اقتضاء الصراط المستقيم في الرد على أهل الجحيم؛ السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية؛ الصارم المسلول على شاتم الرسول؛ الواسطة بين الخلق والحق؛ العقيدة التدمرية؛ الكلام على حقيقة الإسلام والإيمان؛ العقيدة الواسطية؛ بيان الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن؛ تفسير سورة البقرة؛ درء تعارض العقل والنقل؛ منهاج السنة النبوية؛ مجموعة الفتاوى.
خالف بعضُ الأئمة والعلماء بعضَ آراء ابن تيمية وفتاويه وردوا عليه. ومن هؤلاء العلماء: صفي الدين الهندي وتقي الدين السبكي وشمس الدين الذهبي وابن حجر العسقلاني والعز بن جماعة وبدر الدين محمد بن إبرهيم بن جماعة وغيرهم.

نقلا عن
الموسوعة العربية العالمية Global Arabic Encyclopedia
http://www.mawsoah.net

الأحد، 4 أغسطس 2013

الإمام الشافعى

حمله الدفاع عن الرسول والاسلام


أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ


نسبه

والده هو: إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف

 امه هى: أزدية يمنية اسمها مجهول


اولاده هم : أبو عثمان وأبو الحسن وفاطه وزينب


نبده عن الإمام

هوفقيه وإمام من أئمة أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً. أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي عليه افضل الصلاه والسلام بقوله:{عالم قريش يملأ الأرض علماً}.

مولده

ولد الشافعي بغزة عام 150 هـ 767 م، وانتقلت به أمُّه إلى مكةوعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو ابن دون عشرين سنة. هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغدادسنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي). عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة 195 هـ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة199 هـ. وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم

وفاته

في آخر ليلة من رجب سنة 204 هـ / 820 م مصر

الخميس، 25 يوليو 2013

ابو عبيده بن الجراح

أبوعبيدة بن الجراح
أحد العشرة المبشرين بالجنة

"لكل أمة أمينا وأميننا أيتها الأمة أبوعبيدة عامر الجراح" 
حديث شريف  

أبوعبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري000يلتقي مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في 
أحد أجداده (فهر بن مالك)000وأمه من بنات عم أبيه000أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر 0 
كان -رضي الله عنه- طويل القامة ، نحيف الجسم ، خفيف اللحية000أسلم على يد أبي بكر 
الصديق في الأيام الأولى للاسلام ، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عاد ليشهد مع 
الرسول -صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها000 


غزوة بدر 
في غزوة بدر جعل أبو ( أبو عبيدة ) يتصدّى لأبي عبيدة ، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه ، فلمّا أكثر قصدَه فقتله ، فأنزل الله هذه الآية000 

قال تعالى :"( لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليومِ الآخر يُوادُّون مَنْ حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَ هُم أو أبناءَ هم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتبَ في قلوبهم الأيمان ")000 


غزوة أحد 
يقول أبوبكر الصديق -رضي الله عنه-:( لما كان يوم أحد ، ورمي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر ، أقبلت أسعى الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طاعة ، حتى اذا توافينا الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا هو أبوعبيدة بن الجراح قد سبقني ، فقال : ( أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فتركته ، فأخذ أبوعبيدة بثنيته احدى حلقتي المغفر ، فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ، فكان أبوعبيدة في الناس أثرم )000 


غزوة الخبط 
أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- أباعبيدة بن الجراح أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشرة مقاتلا ، وليس معهم من الزاد سوى جراب تمر ، والسفر بعيد ، فاستقبل أبوعبيدة واجبه بغبطة وتفاني ، وراح يقطع الأرض مع جنوده وزاد كل واحد منهم حفنة تمر ، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة في اليوم ، وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون ( الخبط ) أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء ، غير مبالين الا بانجاز المهمة ، لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط000 


مكانته000أمين الأمة 
قدم أهل نجران على النبي-صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه ان يرسل اليهم واحدا000فقال عليه الصلاة والسلام :( لأبعثن -يعني عليكم- أمينا حق امين )000فتشوف أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهم يحبون الامارة أو يطمعون فيها000 ولكن لينطبق عليهم وصف النبي -صلى الله عليه و سلم- "أمينا حق امين" وكان عمر نفسه-رضي الله عليه-من الذين حرصوا على الامارة لهذا آنذاك000بل صار -كما قال يتراءى- أي يري نفسه - للنبي صلى الله عليه وسلم- حرصا منه -رضي الله عنه- أن يكون أمينا حق أمين000ولكن النبي صلى الله عليه وسلم- تجاوز جميع الصحابة وقال :( قم يا أباعبيدة )000 
كما كان لأبي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يجود بأنفاسه :( لو كان أبوعبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فان سألني ربي عنه ، قلت : استخلفت أمين الله ، وأمين رسوله )000 


معركة اليرموك 
في أثناء قيادة خالد -رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- ، وتولى الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه- ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد000وصل الخطاب الى أبىعبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر ، فسأله خالد :( يرحمك الله أباعبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟)000فأجاب أبوعبيدة :( اني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة )000وأصبح أبوعبيدة أمير الأمراء بالشام0 


تواضعه 
ترامى الى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه ، وانبهارهم بأمير الأمراء ، فجمعهم وخطب فيهم قائلا :( يا أيها الناس ، اني مسلم من قريش ، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود ، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه !!)000 
وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه ، فقالوا له :( من ؟)000قال :( أبوعبيدة بن الجراح )000وأتى أبوعبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه الى داره ، فلم يجد فيها من الأثاث شيئا ، الا سيفه وترسه ورحله ، فسأله عمر وهو يبتسم :( ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟)000فأجاب أبوعبيدة :( يا أمير المؤمنين ، هذا يبلغني المقيل )000 


طاعون عمواس 
حل الطاعون بعمواس وسمي فيما بعد "طاعون عمواس" وكان أبوعبيدة أمير الجند هناك000 فخشي عليه عمر من الطاعون000فكتب اليه يريد أن يخلصه منه قائلا : (اذا وصلك خطابي في المساء فقد عزمت عليك ألا تصبح الامتوجها الي000واذا وصلك في الصباح ألا تمسي الا متوجها الي000فان لي حاجة اليك) وفهم أبوعبيدة المؤمن الذكي قصد عمر وانه يريد أن ينقذه من الطاعون000فكتب الى عمر متأدبا معتذرا عن عدم الحضور اليه وقال : ( لقد وصلني خطابك يا أمير المؤمنين وعرفت قصدك وانما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما أصابهم000فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين) ولما وصل الخطاب الى عمر بكى000فسأله من حوله :(هل مات أبوعبيدة ؟)000فقال :(كأن قد)000والمعنى أنه اذا لم يكن قد مات بعد والا فهو صائر الى الموت لا محالة000اذ لا خلاص منه مع الطاعون 000 

كان أبو عبيـدة -رضي الله عنه- في ستة وثلاثيـن ألفاً من الجُند ، فلم يبق إلاّ ستـة آلاف رجـل والآخرون ماتوا000مات أبوعبيـدة -رضي الله عنه- سنة (18) ثماني عشرة للهجرة في طاعون عمواس000وقبره في غور الأردن000رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى000 

السبت، 15 يونيو 2013

رمله بنت ابى سفيان ام حبيبه




رملة 
بنت أبى سفيان



هى : أم حبيبة و ....
أم المؤمنين 
بالمراسلة 








أم حبيبة 
بنت أبى سفيان 
أم المؤمنين .. بالمراسلة 
ــــــ
يخطئ كثيراً من يصف المرأة المسلمة بالتأخر أو التخلف ..
فقد جعل منها الإسلام .. ممرضة للجرحى .. بل ومقاتلة مع المقاتلين إذا احتاج الأمر .. ومتعلمة .. ومعلمة ..
وناقلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم  أحكام الدين الإسلامى .. للرجال والنساء على السواء وصاحبة رأى ومشورة يؤخذ بهما حتى فى أوقات الشدة إذا اتصفا بالصلاح والسداد ..
ومهاجرة بدينها وعقيدتها تاركة الأهل والعشيرة والزوج أحياناً .. كل ذلك فى سبيل الله تعالى .
من هؤلاء النساء الفضليات اللائى قل أن تجد لهن مثيلاً ..
أم حبيبة 
من هى ؟ .. من أبوها ؟ 
من أمها ؟ .. من زوجها ؟ 
مع من هاجرت ؟ 
ماذا لقيت فى غربتها ؟ 
كيف صبرت وصابرت واحتسبت ؟
اسمها رملة 
والرمل : واحدته رملة .. وبه سميت أم حبيبة 
فهل كان ذلك لما فى الرمل من نعومة وقوة فى نفس الوقت ..
كما أنه إذا سقطت عليه الأمطار .. 
فإنه صلب لايذوب .. بل يتألق نقاء وطهرا .. لا يحمل أقذار الحياة !
أبوهـــــا :
أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس  
أمهـــا :
ابنة عم أبى سفيان ... صفية بنت أبى العاص بن أمية بن عبد شمس 
زوجها :
عبيد الله بن جحش بن رباب بن يعمر حليف والد أبى سفيان ... حرب بن أمية 
بنتها :
حبيبة : بنتها من عبيد الله بن جحش وباسم ابنتها حبيبة كانت تكنى 
فيقال لها : ام حبيبة … فما أعجب المقادير ..
أتراها وقد تركت الأب والأم والعشيرة .. ثم الزوج من بعد ذلك ..
لم يبق لها سوى هذه البنت ..
حبيبة لأمها .. تكنى بها .. 
فتجد فيها السلوى  عما ألم بها من قطيعة 
ــــــ
الحزن الجليل
الهجرة إلى الحبشة :
اعتنقت الإسلام رملة بنت أبى سفيان وانتقل عبيد الله بن جحش من النصرانية إلى الإسلام .. وهاجرا معا إلى الحبشة ..
ولنا أن نتخيل قدر إيمان هذه المرأة ..
ويقينها بصحة عقيدة الإسلام بما ألم بها من أحداث وما صادفته من أهوال !
فهى ليست بنت أحد المستضعفين فى الأرض الذين قد يقال عنهم -افتراء- إنهم وجدوا فى الإسلام مساواة لهم مع أشراف قريش .. فهرعوا إليه ..
والمساواة ليست عيباً يؤخذ به الإسلام ولا على من أسلم.
إنها بنت رجل من أشراف قريش .. وأثريائها .. بل بنت زعيم مكة والمشركين بها وكان أبو سفيان من أشد الناس عداوة للدين الجديد.
إنها تعرف قدر أبيها فى قومه ..
لكنها وجدت صفاء النفس .. والاقتناع الكامل بالإسلام .. وهو ما لم تجده فيما يدين به أبوها .. وأمها .. وعشيرتها ..
فآمنت بالله تعالى ربا ..
وبالإسلام ديناً .. وبمحمد صلى الله عليه وسلم  نبيا ورسولاً 
صعوبة البقاء بمكة : 
وجدت أن البقاء بمكة يسبب لها حرجاً شديداً بل قد تتعرض لأذى أبيها الذى كان يتزعم العداوة لمحمد ..
فماذا يفعل الأب بابنته إذا قيل له على سبيل السخرية والاستثارة ؟ 
إنك تعادى محمداً .. وتؤذى من يؤمنون به ويصدقونه .. وهذه ابنتك "رملة" قد 
آمنت به .. وصدقته .. وأصبحت من أتباعه وهى تعيش فى مكة بجوارك .. 
وأمام عينيك !
لذلك كان لابد لرملة أن تهاجر مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة ..
تجنبا لبطش أبيها بها !
ــــــ
عودة الزوج إلى النصرانية 
المفاجئة المحزنة :
هناك فى الحبشة بعد أن ولدت رملة ابنتها حبيبة .. فوجئت بما لم يكن فى 
الحسبان .. رأت زوجها عبيد الله فى الحلم ..
فى أبشع صورة .. صورة أفزعتها 
قالت أم حبيبة :
" رأيت زوجى فى النوم بأسوء صورة وأشوهه 
ففزعت ، فقلت : تغيرت والله حالته "
فإذا هو يقول حيث أصبح .. إنه ارتد عن الدين الذى اعتنقه إلى الدين الذى سبق له اعتناقه .. وهو النصرانية !
ولك أن تتخيل عظم هذه البلوى التى أصابتها فى غربتها ..
بعد أن تركت الأهل والعشيرة بمكة .. 
وهاهى ذى تفقد زوجها بالحبشة .. تفقده حيا .. لاميتا !
حاولت أن ترده إلى صوابه .. بالحكمة والموعظة الحسنة التى يأمر بها الاسلام ..
ولكن قلب الزوج المرتد كان قد أغلق بعد خروج الإسلام منه .. 
"ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة"
وانكب على شرب الخمر بالحبشة حتى مات .
ــــــ
صلابة رملة : 
كانت أم حبيبة -رملة- 
هذا الجزء الصغير من الرمل ..
يحمل فى داخله قوة الجبال وصلابتها .. لم يجرفها ضلال زوجها ..
ولا وحدتها فى غربتها .. بعيداً عن الأهل ..
لم تفكر فى العودة إلى زعيم مكة باكية معتذرة لتحتمى بجاهه وسلطانه .. 
بعد أن فعل زوجها ما فعل ..
ولكنها ازدادت قوة وصلابة وتماسكا .. ويقينا بالله تعالى 
الحلم الذى رأته :
وعلى نقيض الصورة الشوهاء التى رأت بها زوجها رأت هى فى منامها حلما استيقظت بعده هانئة النفس هادئة الضمير 
رأت فى منامها كأن آتيا يقول لها 
" يا أم المؤمنين " 
ترى هل كانت هذه الرؤيا .. وهذا الهاتف لها فى منامها .. هل كان تثبيتاً لها من الله تعالى وتطميناً وتسلية لها فى محنتها 
إن كلمة " أم المؤمنين " 
لاتطلق إلا على زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم  فكيف يحدث هذا ؟ 
وهى فى الحبشة .. ورسول الله بالحجاز .. أم المؤمنين .. بالمراسلة
ــــــ
قالت أم حبيبة : 
ماهو إلا أن انقضت عدتى .. 
فما شعرت إلا برسول النجاشى على بابى يستأذن فإذا هى جارية له كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علىَّ فقالت : 
إن الملك يقول لك :
" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة 
قالت أم حبيبة :  بشرك الله بخير 
قالت الجارية :
يقول لك الملك وكلى من يزوجك .. فأرسلت أم حبيبة إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته فى زواجها ..
وأعطيت الجارية سوارين من فضة 
وخَدَمَتَينِ (أى خلخالا) كانت فى رجليها وخواتيم فضة كانت فى أصابع رجليها سرورا بما بشرتها به 
ــــــ
حفل عقد القران 


حضرة النجاشى 
كان لهذا الحفل الذى حضره النجاشى فى السنة السابقة للهجرة أهمية خاصة .. فقد كان بمثابة تكريم وتشريف من الله تعالى .. وأيضاً كرد اعتبار وتعويض لأم حبيبة عما قاسته من ارتداد زوجها 
لذلك نذكره كما ورد فى طبقات بن سعد 
" فلما كان العشى .. أمر النجاشى جعفر بن أبى طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا .. فخطب النجاشى فقال :
" الكلام مترجم إلى اللغة العربية "
" الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ... أشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمداً عبده ورسوله ..
وأنه الذى بشر به عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم 
أما بعد فإن رسول الله كتب إلى : 
أن أزوجه أم حبيبة بنت أبى سفيان .. فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله 
وقد أصدقتها أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير بين يدى القوم : 
كلمة "خالد بن سعيد"
ثم تكلم خالد بن سعيد فقال :
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله 
وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "
أما بعد ، فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول اله .. وزوجته أم حبيبة بنت أبى سفيان فبارك الله رسول الله "
ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها . ثم أرادوا أن يقوموا فقال النجاشى :  أجلسوا .. 
فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا .. أن يؤكل طعام على التزويج 
فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا .. ولعل أم حبيبة قالت لنفسها ..
فى نهاية هذا الحفل الكريم " إن كان قد أرتد ذاك فقد أسلم هذا ..؟ "
الجارية ترد كل ما أعطته لها أم حبيبة :
لما تسلمت أم حبيبة صداقها -أربعمائة دينار- أرسلت إلى الجارية التى بشرتها برغبة الرسول فى الزواج بها وقالت لها :
" إنى كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدى .. "
فهذه خمسون مثقالا فخذيها فاستعينى بها  " 
ولكن الجارية رفضت .. وردت لها كل ما كانت أعطته لها وقالت لها : 
إن الملك رفض أن تتكلفى شيئاً فى غربتك هذه .. وعوضنى الكثير 
وأمر نساءه أن يبعثن لك بما عندهن من عطور .. 
لتحمل معك إلى بيتك الجديد فى ... بيت الرسول 
عودة أم حبيبة : 
وعادت أم حبيبة معززة مكرمة مع شرحبيل بن حسنة .
بعد أن جهزها "النجاشى" للرسول عليه الصلاة والسلام 
أبو سفيان والزواج :
حين علم أبو سفيان بزواج أبنته من الرسول عليه السلام قال : 
" هذا الفحل لايجدع أنفه "
أى لا يستطيع أحد قهره أو إرغامه لقوته وصلابته .. وفحولته ..
أبو سفيان وإرهاصات الفتح :
لعل أبا سفيان زعيم مكة وقائد حزب المعارضة لرسول الله فكر طويلاً فى تلك الأمارات والعلامات التى تبدو أمام عينيه .. والتى تتجمع كلها فى بؤرة واحدة هى اقتراب الساعة التى يدخل فيها محمد مكة رغم أنفه وأنوف من حوله ويحطم أصنام المجد التى يضعونها بها .. كرمز على سلطان مجدهم وجاههم وسخافة عقولهم ..
إنه يتذكر ما عامل به محمداً من صلف وغرور يوم الحديبية .. وشروط هذا الصلح التى كانت تبدو مرضية لغروره ومجحفة بالرجال الذين جاءوا لتعظيم البيت ونحر الهَدْى بلا قتال : 
ويذكر أيضاً هو وغيره كلمات "عروة بن مسعود" بعد عودته من اللقاء المثير مع الرسول صلى الله عليه وسلم  : 
" يامعشر قريش ..
إنى جئت كسرى فى ملكه ، وقيصر فى ملكه ، والنجاشى فى ملكه ..
وإنى والله ما رأيت ملكاً فى قوم قط مثل محمد فى أصحابه 
ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشئ أبداً "
وتمر أمام حدقتى أبى سفيان واحدة من الصور التى يظنون أنهم انتزعوها من براثن محمد انتزاعاً .. 
تلك الصورة التى اقتحمها أبو بصير ليتربع فى وسطها شاهراً سيفه .. 
وكيف أنها قلبت كل التخطيط والتدبير والمكر .. والغطرسة على رؤسهم ... 
فأرسلوا لمحمد يستعطفونه بأرحامهم أن يتنازل عن الشرط الذى أملوه .. 
وأن يمسك عنده من يأتيه مسلماً من قريش إذ لا حاجة لهم به ! 
وتأتى بعد ذلك صورة خزاعة .. 
" قد تواثبت فى عقد محمد وعهده .. كما تواثبت بنو بكر فى عقد قريش وعهدهم 
صور كثيرة تمر بخاطر زعيم قريش عن انتصارات الرسول على يهود وتأديبهم ..
وأن الطريق صار ممهداً لأن تدور الدائرة على أبى سفيان ومن معه خاصة بعد نقض ما جاء بصلح الحديبية .. 
اعتداء بنى بكر وقريش على خزاعة : 
تظاهرت بنو بكر وقريش على هزيمة وأصابوا منهم ما أصابوا ..ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله من عهد وميثاق بما استحلوا من خزاعة الذين كانوا فى عقد الرسول وعهده .. 
واستنصر عمرو بن سالم برسول الله فقال له : 
" نصرت يا عمرو بن سالم "
وبمرور هذه الصور.. الواحدة تلو الأخرى .. 
كل صورة تلسع حدقتى أبى سفيان حتى أوشكت الحدقتان أن تحترقا وأن يصابا بإنفصال شبكى يصبح أبو سفيان بعده أعمى يتحسس طريقه بعصا غليظة .. ويتذوق " أبو حنظلة " .. طعم الحنظلة .. التى اختارها لأبنه إسما .. 
كل ذلك وربما أكثر منه خطر لأبى سفيان .. 
ولا منجاة له إلا أن يسارع إلى لقاء محمد ليعقد معه عهداً جديداً .. أو يمد له فى العهد والعقد المنهار ..
ومضى مسرعاً إلى المدينة .. وهو يمضغ بقايا مجده وعزته وكبريائه فى طبق مهانته فى الطريق ..
أم حبيبة تعود أماً للمؤمنين : 
وعادت أم حبيبه مع العائدين من الحبشة واستقبلهم رسول استقبال المشوق وتوافق فتح "خيبر" مع قدوم العائدين من الحبشة مع جعفر بن أبى طالب ... 
فالتزم الرسول وقبَّل بين عينيه وقال ! " ما أدرى بأيهما أنا أُسَرُّ .. " 
" بفتح خيبر ..  أم بقدوم جعفر ..
وليمة لأم حبيبه :
وأقام عثمان بن عفان - خال أم حبيبه - وليمة كبيرة احتفالاً بزواج أم حبيبه برسول الله عليه الصلاة والسلام . 
وتذكر أبو سفيان ابنته التى خرجت على طاعته .. 
وهاجرت بدينها إلى الحبشة .. 
ولكنها عادت الآن أما للمؤمنين .. فلعلها ترقق عليه قلب محمد 
فلماذا لا يذهب إليها ... ؟ 
لقاء أبى سفيان بابنته : 
دخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبه .. 
فلما هم بالعقود على فراش الرسول عليه الصلاة والسلام 
بادرت أم حبيبه برفعه .. 
تعجب أبو سفيان .. وقال لها : 
يا بنية .. ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش 
أم رغبت بهذا الفراش عنى ؟ 
قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم  
وأنت رجل مشرك .. 
ولم أحب أن تجلس على فراش الرسول ... وأنت على هذه الحال من الشرك بالله 
قال : والله لقد أصابك يا بنية بعدى شر كثير .. 
لقاء الشرك بالإيمان : 
التقى زعيم المشركين بنبى المسلمين 
ترى .. كم من الصور تراءت أمام كل منهما فى تلك اللحظات ..؟
كلم أبو سفيان رسول الله محاولاً أن يجدد العهد …
أو يمده فلم يحصل من الرسول على شئ ..
اللقاء بأبى بكر : 
طلب منه أن يكلم الرسول فقال له مستنكراً 
" ما أنا بفاعل " 
اللقاء بعمير . 
أتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال : 
" أنا أشفع لكم إلى رسول الله والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم عليه 

اللقاء بعلى بن أبى طالب : 
ثم خرج أبو سفيان من عند عمر فدخل على علىَّ بن أبى طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله وعندها الحسن غلام يدب بين يديها فقال : 
" يا على .. إنك أمس القوم بى رحما وإنى قد جئت فما حاجة ..
فلا اَرْجِعَنَّ كما جئت خائباً .. فاشفع لى !
قال على : 
ويحك يا أبا سفيان .. 
والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه 
التفت أبو سفيان إلى فاطمة رضى الله عنها فقال : 
يا ابنة محمد .. 
هل لك أن تأمرى بُنَيِّك هذا .. فيجير بين الناس .. فيكون سيد العرب 
إلى آخر الدهر؟! 
قالت  :
والله ما بلغ بُنَىَّ ذلك أن يجير بين الناس وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم  ..
قال : يا أبا الحسن .. إنى أرى الأمور قد اشتدت علىَّ فانصحنى .. !! 
قال على : 
والله ما أعلم لك شيئاً .. ولكنك سيد بنى كنانة .. 
فقم فأجر بين الناس .. ثم الحق بأرضك 
قالوا أبو سفيان : 
وهل ترى ذلك مغنياً عنى شيئاً ؟ 
قال على : .. لا والله ما أظنه .. ولكنى لا أجد لك غير ذلك !!
وقام أبو سفيان بعد أن تقاذف بنفسه كالكرة كما رأينا 

ودخل المسجد فقال : 
" أيها الناس ، إنى أُجْرُت بين الناس " 
ثم ركب بعيره وانطلق ...
ما وراءك : 
لما قدم على قريش قالوا له : ما وراءك ؟ 
قال : 
جئت محمداً فكلمته .. 
فو الله ما رد علىَّ شيئاً 
ثم جئت ابن أبى قحامة .. 
فلم أجد فيه خيراً 
ثم جئت ابن الخطاب 
فوجدته أشد الأعداء 
ثم جئت علياً .. 
فوجدته ألين القوم 
وقد أشار علىَّ بشى صنعته 
فو الله ما أدرى هل يغنى ذلك شيئاً أم لا 
قالوا : وبم أخبرك ؟ 
قال : أمرنى أن أجير بين الناس ففعلت ..
قالوا : فهل أجاز ذلك محمداً ؟ 
قال : لا 
قالوا : ويلك .. ما زاد الرجل على أن لعب بك فما يغنى عنك ما قلت
قال أبو سفيان : ما وجدت عندهم غير ذلك !!
وهكذا حاول أبو سفيان .. أن يسند جداراً .. أوشك أن يقع ..
أو أن يجدد ثوباً ..  أبلته الرقع ..
أو أن يبذل ماء وجهه ..  فما أجداه ذلك شيئاً .. وما نفع 
فانتظر ما يتكشف عنه الغد القريب وقلبه بين جنبيه يدق فى هلع !
فتح مكة :
تسارعت الأحداث .. 
- تحرك جيش المسلمين من المدينة قاصداً مكة لفتحها 
- كلمت عدة الجيش عشرة آلاف مقاتل .. وقريش لا تدرى 
العباس يستكشف : 
خرج العباس مع أهله .. التقى بابن أخيه رسول الله وبهذا الجيش اللجب العظيم الزاحف على مكة ..
قال العباس : ماذا تفعل يا رسول الله إذا ما طلبت قريش الأمان 
قال الرسول : إنه يود أن يدخل مكة دون إراقة دماء .. 
وامتطى العباس بغلة النبى البيضاء عائداً إلى مكة ...
ليؤمن من لا يشهر سلاحاً فى وجه هذا الجيش الذى لا يغلب بإذن الله تعالى .
العباس يجير أبا سفيان : 
عرف العباس صوت أبى سفيان فناداه. 
- : أبا حنظلة . 
أبو سفيان : أبا الفضل 
العباس : ويحك يا أبا سفيان .. 
هذا رسول الله فى الناس . وا صباح قريش إذا دخل مكة عنوة 
أبو سفيان : ما الحيلة .. فداك أبى وأمى ؟ 
أردفه وراءه على البغلة .. 
ومَّر أبو سفيان بين عشرة آلاف مقاتل أوقدوا نيرانهم لتبعث الرعب فى قلب مكة وأهلها 
أبو سفيان : لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً يا أبا الفضل ..
العباس : إنها النبوة يا أبا سفيان 
ورأى عمر بن الخطاب أبا سفيان خلف العباس فعرفه 
فانطلق إلى رسول الله طالباً ضرب عنقه 
قال العباس : إنى أجرت أبا سفيان يا رسول الله ..
وبعد حوار طويل بين العباس وعمر رضى الله عنهما جاء العباس بأبى سفيان فى الصباح إلى رسول الله . 
النبى : ويحك يا أبا سفيان .. ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ؟ 
أبو سفيان : بأبى أنت وأمى .. ما أحلمك .. وأكرمك .. وأوصلك 
والله لقد ظننت لو كان مع الله إله غيره .. لقد أغنى شيئاً بعد ...
" أى لو كان مع الله إله آخر لدافع عنهم ..ولما وقع أبو سفيان فى هذه الكارثة ! "
النبى : ويحك يا أبا سفيان .. ألم يأن لك أن تعلم أنى رسول الله ؟ 
أبو سفيان : بأبى أنت وأمى ما أحلمك .. وأكرمك .. وأوصلك .. 
أمَّا والله هذه .. فإن فى النفس منها حتى الآن شيئاً 
العباس : موجهاً كلامه لأبى سفيان : 
أشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمد رسول الله . قبل أن تضرب عنقك .. 
وشهد كبير قريش !
قال العباس  : يا رسول الله .. إن أبا سفيان رجل يحب الفخر .. فأجعل له شيئاً 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : 
من دخل دار أبى سفيان .. فهو آمن 
ومن أغلق بابه فهو آمن ..
ومن دخل المسجد فهو آمن .. 
ــــــ
وانطلق أبو سفيان يصيح بأعلى صوته 
" يا معشر قريش .. هذا محمد قد جاءكم .. بما لا قبل لكم به 
فمن دخل دار أبى سفيان .. فهو آمن 
فقامت إليه زوجه هند بنت عتبة .. فأخذت بشاربة .. 
قالت هند : اقتلوا الحميت .. الدسم .. الأحمس 
قبح من طليقه قوم .. أى اقتلوا هذا الزق الممتلئ سمنا ..
والذى لا خير فيه فبئس حارساً للقوم هو .
قال أبو سفيان : ويلكم .. لا تغرنكم هذه من أنفسكم ..
فإن قد جاءكم مالا قبل لكم به ..
فمن دخل دار أبى سفيان فهو آمن 
قالوا : قاتلك الله ...  وما تغنى عنا دارك 
قال : ومن أغلق عليه داره فهو آمن 
ومن دخل المسجد .. فهو آمن 
فتفرق الناس ... 
إلى دورهم .. وإلى المسجد 
ــــــ
وسرَّت أم حبيبة بإسلام أبيها وإن كان إسلامه تم بهذه الصورة 
هل  كان أبو سفيان يستحق القتل ؟ 
- كان عمر بن الخطاب يرى قتله ..
 واستأذن الرسول فى ضرب عنقه لولا 
تدخل العباسعم الرسول واجارته 
- كذلك كان يرى هذا الرأى جماعة المستضعفين 
من المسلمين الأول الذين تعرضوا للقهر والتعذيب من أبى سفيان وأمثاله من أشراف قريش . 
- فقد مرَّ أبو سفيان أمام عمار وبلال وصهيب 
فقالوا : " إن سيف الله لم يأخذ حقه من عنق هذا المنافق .. " 
فقال لهم أبو بكر الصديق ... 
" لا تقولوا هذا على شيخ قريش " 
فصمتوا تأدباً مع أبى بكر ..
ومضى أبو بكر إلى رسول الله فذكر  له هذا الحديث 
الذى كان منهم كما ذكر ما قاله لهم 
فقال له رسول الله : " لعلك أغضبتهم يا أبا بكر " فقد أغضبت الله تعالى " 
فأسرع أبو بكر إليهم .. واعتذر لهم .. 
فقالوا له : غفر الله لك 
استرضى أبو بكر هؤلاء المستضعفين .. 
السابقين إلى الإسلام الذين نالوا من التعذيب ما نالوا على يد أبى سفيان وأمثاله 
بماذا يفخر أبى سفيان : 
إن حكمة رسول الله  جعلت من أبى سفيان شيخ قريش مجرد بوق يعلن لأهل مكة جميعاً أنه كان على ضلال هو ومن معه .. 
ففتحت مكة أذرعها لرسول الله ولمن معه من المؤمنين . 
وفى الحقيقة فإن رسول الله لم يمنحه أى شئ يمكن الفخر به ...
بدليل أن زوجته هند بنت عتبة شدت شاربه حينما سمعته يقول بشئ من الفخر الكسير .. " من دخل بيت أبى سفيان فهو آمن " 
وقالت للناس أقتلوه .. لأنه لا خير فيه وقال الناس له فى جرأة عليه أملاها الموقف 
" قاتلك الله وما تغنى عنا دارك "
وذلك لأن رسول الله منح الأمان العام لكل من يغلق داره .. ولكن أبا سفيان أخفى هذا الأمان العام ولم يجهر فى البداية إلا بالأمان الممنوح له ... ولم يعلن عن الأمان العام إلا بعد أن قال له الناس " قاتلك الله .. 

فاضطر إلى أن يقول : 
" ومن أغلق عليه داره فهو أمن " 
وقفة مع بنت الشاطئ 
تصور بنت الشاطئ مشاعر أم المؤمنين حبيبه غداة فتح مكة .. 
" إن موقفها كان صعباً بالغ الصعوبة ، دقيقاً أشد الدقة ، فانتصار محمد صلى الله عليه وسلم  يعنى القضاء على أبيها وعشيرتها ... 
فهل يبرأ قلبها من الحزن للمصير الفاجع الذى ينتظرهم ؟ كلا 
( كتاب تراجم سيدات بيت النبوة ) 
ونرى أن هذا التصوير لمشاعر أم المؤمنين حبيبه لا يكاد يتحسس حتى ظاهر شخصيتها ..
فأمه حبيبه امرأة صادقة الإيمان صلبة العقيدة كأقوى ما يكون ..
فهى هاجرت إلى الحبشة هاربة بدينها من أبيها وعشيرتها 
ولا نريد أن نكرر ما سبق أن قلناه عن صلابتها وصمودها وانفصالها عن زوجها لتغيير دينه ... و.... , ... إلخ 
ولم تحاول الاتصال بأبيها ولا بأحد من المشركين من هناك أو تطلب المعونة من أى أحد .
عاملت أباها حينما زارها معاملة لا تدل على أدنى تعاطف معه .. 
بل ورد أنها لم تسمح له بالجلوس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى غيبة الرسول ومجرد جلوس المشرك على فراش النبى غير محرم ولا ينجس الفراش . 
بل إنها وصفت أباها كما جاء فى طبقات ابن سعد 
فقالت : " بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك " 
فهل يصح أن توصف امرأة بهذه الصلابة والصراحة بأنها حائرة .. وخائفة على أبى سفيان ومن معه ؟!
ثم تقول بنت الشاطئ :
إن أم حبيبة هتفت وقد هزها الفرح حينما بلغ سمعها قول أبى سفيان 
" من دخل دار أبى سفيان فهو آمن "
هتفت أم حبيبة قائلة : 
" من دخل دار أبى فهو آمن "
وقامت لترى وقع النبأ الجليل على عائشة وحفصة وكل نساء النبى صلى الله عليه وسلم  " !!!
ومن تلك اللحظة لم تقبل قط أن تتحداها عائشة .
لنا أن نقول : 
إن أم المؤمنين حبيبة فرحت لإسلام أبيها .. ولكنا لا نصدق أنها قامت تستطلع وقع النبأ الجليل على عائشة .. وجميع نساء النبى من أجل ما تتصوره بنت الشاطئ من أن أبا سفيان أخذ وساماً يمكن أن يباهى به أبا بكر وعمر .. 
رجل أسلم يوم الفتح هو أبو سفيان وكان من الذين أحلت دماؤهم فى ذلك اليوم لولا أن استنقذه العباس عم النبى من قطع رقبته حتى آخر لحظة ..
ولم يمنحه الرسول شيئاً يمكن أن تفخر به أم حبيبة ..
وأم حبيبة رضى الله عنها كانت أعمق فهماً وأذكى عقلا من أن تباهى عائشة بما تزعم بنت الشاطئ أنه وسام ! 
وقد سبق إبداء الرأى فى مضمون وحقيقة هذا الوسام المزعوم .
أبو سفيان لا ينكر تحريضه قريشاً :
يغالى أبو سفيان فيزعم أنه حينما ترك قتال رسول الله .. لم يجد العرب مناصاً من ترك القتال والتسليم .
جاء ذلك فى دعابة ألقاها أبو سفيان فى بيت أبنته أم حبيبة أضحك بها الرسول :
قال أبو سفيان :
" والله إن هو إلا أن تركتك .. فتركتك العرب 
إن انتطحت فيك وقالوا : جماء ولاذات قرن ! "
ورسول الله يضحك ويقول : " أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة "
لمـاذا الزواج برملة ؟
لاشك أن زواج الرسول من أم حبيبة كان لصفات شخصية قوية كشفت عنها الأحداث التى مرت بها .. بدءا من هجرتها إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش .. ولم تتأثر بموقف أبيها من رسول الله ومعاداته الشديدة له .
ثم ثباتها على الإسلام بعد ارتداد زوجها .. وصمودها فى الغربة على ما آمنت به ..
حبها الشديد للإسلام وكراهيتها للشرك والمشركين إلى الحد الذى تمنع أباها من الجلوس على فراش رسول الله وتواجهه بمنتهى الصراحة والوضوح : بأنه نجس مشرك ..
فإذا حقق هذا الزواج تآلفاً بين قلوب أولئك الذين ناصبوا الرسول العداء .. فلا حرج أن تجتمع وأن تتحقق عدة أسباب يؤيد بعضها بعضاً وتكون فى النهاية كلها مجتمعة مؤيدة لدين الله .
لقب أم المؤمنين :
لاشك أن لقب أم المؤمنين الذى تقلدته أم حبيبة بزواجها من رسول الله كان يرضى ويسعد كبرياء أبى سفيان وزهوه .. بل ويرضى زهو أبنائه من بعده 
معاوية وعمرو بن أوس :
روى أن عمرو بن أوس من قبيلة أود قاتل مع الإمام "على" يوم صفين فأسره معاوية وأشار عمرو بن العاص على معاوية بقتل الأسرى فقال عمرو بن أوس لمعاوية بن أبى سفيان " إنك خالى فلا تقتلنى "
فقام بنو أود - وكانوا يقاتلون مع معاوية – 
فقالوا لمعاوية : " هب لنا أخانا "
قال معاوية : " دعوه ، لعمرى لئن كان صادقا فلنستغنين عن شفاعتكم ..
ولئن كان كاذباً لتأتين شفاعتكم من ورائه "
وسأل معاوية أسيرة عمرو بن أوس 
" قل لى .. من أين أنا خالك ؟ " 
فوالله ما كان بيننا وبين قبيلة "أود" مصاهرة
قال الرجل : فإن أخبرتك فَعَرَّفتُكَ بهذا النسب أيكون ذلك سبباً للأمان عندك ؟
قال معاوية : نعم 
قال الرجل : ألست تعلم أن أم حبيبة بنت أبى سفيان زوج النبى صلى الله عليه وسلم  
قال معاوية : نعم 
قال الرجل : هى أم المؤمنين .. فأنا ابنها .. وأنت أخوها .. فأنت خالى !!
قال معاوية معتزاً بهذا اللقب : .. لله أبوك !
ما كان فى هؤلاء واحد يفطن لها غيرك !
ثم قال معاوية للأوديين :
" أيستغنى عن شفاعتكم خلوا سبيله ..
أم حبيبة والحداد :
لما مات أبوها أبوسفيان ..
دعت بطبيب فطيبت ذراعيها وعارضيها ..
ثم قالت : " إنى كنت عن هذا لغنية ..
لولا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : 
" لايحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد 
على ميت فوق ثلاث .. إلا على زوج
فأنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً "
أم حبيبة راوية :
روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  خمسة وستين حديثاً 
روت عنها بنتها حبيبة التى تربت فى حجر الرسول وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبى سفيان .. وابن أختها أبو سفيان بن سعيد بن المغيرة ، 
وعروة بن هشام بن المغيرة 
وأبو صالح السمان ، وزينب بنت أبى سلمة ربيبة النبى صلى الله عليه وسلم  
الصلاة فى الثوب ...
روى عنها أخوها معاوية بن أبى سفيان .. وكان سألها : 
هل كان النبى صلى الله عليه وسلم  يصلى فى الثوب الذى يجامع فيه ..؟
قالت : نعم : إذا لم يرَ فيه أذى 
وروى عنها عنبة بن أبى سفيان قالت : 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من صلى قبل الظهر أربعاً ، وبعده أربعاً حرمه الله عز وجل على النار "
خوف الله : 
قالت عائشة رضى الله عنها : " دعتنى أم حبيبة زوج النبى صلى الله عليه وسلم  
عند موتها فقالت :
قد كان ما يكون بيننا ما يكون بين الضرائر 
فغفر الله لى ولك .. ماكان من ذلك 
فقلت : غفر الله لك ذلك كله .. وتجاوز وحلك من ذلك .
فقالت : سررتنى .. سرك الله 
وأرسلت إلى أم سلمة ..فقالت لها مثل ذلك 

وفاتها : 
توفيت رضى الله عنها سنة أربع وأربعين فى خلافة أخيها معاوية ودفنت بالبقيع.



الخميس، 13 يونيو 2013

ادعيه الصحابه رضوان الله عنهم اجمعين

عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال :( يا رسول الله ، مُرْني بِكلماتٍ أقولهُنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ )000قال :( قُلْ اللهمَّ فاطر السموات والأرضِ عالم الغيبِ والشهادة ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه ، أشهد أن لا إله إلا أنتَ ، أعوذُ بك منْ شـرِّ نفسي وشـر الشيطانِ وشركهِ )000قال :( قُلها إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ وإذا أخذتَ مَضْجعك )000رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح 
********************************** 

وعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال لرسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- :( علّمني دُعاءً أدعو به في صلاتي )000قال :( قُلْ اللهمّ إنّي ظَلَمتُ نفسي ظُلْماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرةً من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرّحيم )000متفق عليه 
********************************** 
وعن علي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له ولفاطمة -رضي الله عنهما- :( إذا أوَيْتُما إلى فراشكما ، أوْ أخذتما مَضاجعكما فكَبّرا ثلاثاً وثلاثين ، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين ، واحْمَدا ثلاثاً وثلاثين )000متفق عليه 
********************************** 
وعن علي -رضي الله عنه- قال : قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( قُلْ : اللهمّ اهْدِني و سَدِّدْني )000رواه مسلم 
********************************** 
عن أبي ذر-رضي الله عنه- قال : قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( ألا أخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله ؟000إنَّ أحبّ الكلام إلى الله : سُبحان الله وبِحَمدِه )000رواه مسلم 
********************************** 
عن معاذ -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخَذَ بيده وقال :( يا مُعاذ والله إنّي لأحِبُّك )000فقال :( أوصيك يا معاذ لا تَدَعنَّ في دُبُر كلّ صلاة تقول : اللهمّ أعِنّي على ذِكرِك وشُكرك ، وحُسن عبادتك )000رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ 
********************************** 
وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج مِنْ عندها بُكرةً حين صلّى الصّبـح وهِيَ في مسجدها ، ثم رَجَع بَعْـد أن أضحى وهي جالسـة فقال :( ما زِلْـتِ على الحـال التي فارَقْتُـكِ عليهـا ؟)000قالت :( نعم )000فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :( لقد قُلتُ بَعْدك أرْبع كلمات ثلاث مرّات ، لو وُزِنَت بما قلتِ مُنذُ اليوم لوَزَنَتَهُنّ : سبحان الله وبحمده عَدَدَ خَلْقهِ ، ورِضاءَ نَفْسهِ ، وزِنَةَ عرشه ، ومِداد كلماته )000رواه مسلم 
********************************** 
عن أبي موسـى -رضي اللـه عنه- قال : قال لي رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- :( ألا أدُلّك على كَنْـزٍ من كنوز الجنّة ؟)000فقلتُ :( بلى يا رسول الله )000قال :( لا حول ولا قوة إلا بالله )000متفق عليه 
********************************** 
عن عبد اللـه بن خُبَيْب -رضي اللـه عنه- قال : قال لي رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- :( اقْرأ : قُل هو اللـه أحدٌ ، والمعوِّذَتَيْن حين تُمسي وحين تُصبح ، ثلاث مراتِ تَكفيكَ مِنْ كلِّ شيءٍ )000رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح 


عن أبي هريرة -رضي الله عنه

- أنَّ فُقراء المهاجرين أتَوْا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا :( ذَهب أهْلُ الدُّثُور بالدرجات العُلى والنّعيم المقيم : يُصلون كما نُصَلي ، ويصومون كما نصوم ، ولهم فضل من أموال ، يحجون ويَعتَمرون ، ويجاهدون ويتصدقون )000فقال :( ألا أعلّمُكم شَيْئاً تُدْركون به مَنْ سَبَقكم ، وتسبقون بِهِ منْ بَعدكم ، ولا يكون أحَدٌ أفْضَلَ منكم إلا من صَنَع مِثل ما صَنَعْتُم ؟)000 قالوا :( بَلَى يا رسول الله )000قال :( تُسبِّحون ، وتَحْمدون وتُكبّرون خلفَ كل صلاة ثلاثاً و ثلاثين )000مُتفق عليه 


وعن شكَلِ بن حُمَيْد -رضي اللـه عنه- قال

{ قُلت :( يا رسـول اللـه ، علّمني دُعاء )000قال :( قُل : اللهُمّ إنّي أعوذُ بك من شرّ سمعي ، ومن شرّ بصري ، ومن شرّ لساني ، ومن شرّ قلبي ، ومن شرّ منِيِّى} رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح 


وعن أبي الفضلِ العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال

{ قُلت :( يا رسول الله ، علّمني شيئاً أسأله الله تعالى )000قال :( سلوا الله العافية )000فمَكثْتُ أياماً ثم جئتُ فقلت :( يا رسول الله ، علّمني شيئاً أسأله الله تعالى )000قال لي :( يا عَبّاس يا عم رسول الله ، سلُوا الله العافية في الدنيا والآخرة }رواه الترمذي ، حديث حسن صحيح  

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال

{ دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدُعاءٍ كثير ، لم نحفظ منه شيئاً قُلنا :( يا رسـول اللـه دعوت بدعاءٍ كثيرٍ لم نحفظ منه شيئاً )000فقال :( ألا أدُلّكُم على ما يَجْمَع ذلك كُلّه ؟000تقول : اللهمّ إنّي أسألكَ من خيرِ ما سألكَ مِنْه نبيّكَ مُحمّدٌ -صلى الله عليه وسلم- وأعوذُ بكَ من شرِّ ما اسْتَعاذ منْه نبيكَ مُحمدٌ -صلى الله عليه وسلم- ، وأنت المُسْتعان ، وعليك البلاغ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله}
رواه الترمذي ، حديثٌ حسن 

الجمعة، 10 مايو 2013

اول من اسلم من الرجال

حمله الدفاع عن الرسول والاسلام
إضافة تسمية توضيحية


ابو بكر الصديق
هو اول من اسلم من الرجال 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما دعوت احدا الى الاسلام الا كان منه عنده كبره ونظر وتردد الا ما كان من ابى بكر ما تردد فيه وكان ابو بكر مشهودا له بالشجاعه وبالتواضع والدعه وهو من ذوى  الشرف فى قريش ومن قبائلها المشهوره بالبغى والطغيان وكان يتحلى بمكارم الاخلاق بعيد كل البعد عن الانغماس فيما كان عليه اهل الجاهليه فهو لم يشرب الخمر ولم يرتكب الدنس ولم يوصم ابدا بوصه يعيبه عليها احد وقيل انه لم يسجد لصنم ابدا وقيل انه قال :لما ناهزت الحلم اخذ ابو قحافه بيدى فانطلق بى الى مخدع فيه الاصنام فقال هذه الهتك الشم العوالى وخلانى وذهب فاقتربت من الصنم وقلت له انى جائع فاطعمنى فلم يجبنى فقلت انى عارى فاكسنى فلم يجبنى فالقيت عليه صخره فخر لوجهه
وكان شجاعا وشجاعته كانت تفوق شجاعه الابطال فى ايام الجاهليه وفى عز الاسلام فهو ظل النبى صلى الله عليه وسلم فى كل اوقاته فى الغار وفى الغزوات وكان الصدق هو السمه المميزه له لا يعرف الغش ولا الك1ب والالتواء حى الضمير وهو قد عرف  باسم الصديق حتى قبل ظهور الاسلام ثم اطلق عليه لقب الصديق واشتهر به بعد ليله الاسراء والمعراج حين اسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمع الناس يتحدثون ويكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء ابو بكر والتف حوله ناس من المشركين يسخرون من الاسراءواخذو يسالونه ويتعجبون ويتندرون ويسخرون وكان اناس قد ارتدوا عن الاسلام لما سمعوا بحديث الاسراء لكن ابو بكر قال لهم لئن قال هذا فقد صدق فاخذهم العجب والغيظ فقالوا له اتصدق ان محمدا ذهب الليله الى البيت المقدس وعاد قبل ان يصبح فقال لهم رضى اله عنه انى لاصدقه فيما هو ابعد من ذلك من خبر السماء فى غدوه او روحه
ثم ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى قصه الاسراء والمعراج ويصف للجميع من حوله ومعه ابو بكر بيت المقدس وكلما قال شى قال له ابو بكر اشهد انك رسول الله حقا ومن ذلك اليوم اطلق عليه لقب الصديق

الخميس، 9 مايو 2013

ابو لبابه


أبو لبابة 
رفاعة بن عبد المنذر 
 وقيل اسمه بشير 
 شهد العقبة .. وكان نقيباً .
 كان فيمن بايع تحت العقبة من الأوس .
 قيل أنه شهد بدر 
 وقيل انه اُعْتُبِرَ كمن شهدها . 
فقد خرج إلى بدر مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الرسول رده إلى المدينة من الطريق  فضرب له بسهمه وأجره .. أى كتب له نصيبه من الغنيمة كما ضرب لرجال من المهاجرين والأنصار . 
ممن غاب عن بدر منهم عثمان بن  عفان رضى الله عنه . 
 حمل راية بنى عمرو بن عوف  فى غزوة الفتح 
 شهد أحداً 
استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم . 
حين خرج إلى غزو ( السويق) 
شهد مع رسول الله عليه السلام  سائر المشاهد 
روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث .
توفى  بعد قتل عثمان بن عفان وقبل قتل على بن أبى طالب 
وله عقب 
أدب الرسول لأصحابه :
خرج أبو لبابة إلى "بدر" مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..  وعَلِى بن أبى طالب رضى الله عنه يتعاقبون على بعير واحد . 
كل منهم يرتحل مسافة ثم ينزل يمشى فلما جاءت نوبة المشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم حاول إقناعه بالاستمرار فى الركوب . 
فقالا له : 
اركب يا رسول الله حتى نمشى عنك .. لكن الرسول قال لهما .
" ما أنتما بأقوى منى ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما ؟ "
أرأيت إلى هذا الأدب النبوى ولا غرو .. فقد  كان خلقه القرآن . 
إنه العدل ..الذى يأبى على رسول الله أن يتميز عن أحد من أتباعه فى تحمل المشقة
انه التواضع .. يطبقه الرسول عليه السلام تطبيقاً عملياً بالقول والفعل . 
إن تميز الرسول بالرسالة لا يعنى تميزه فى المشقة عن أى من اتباعه 
انه القدوة .
لا يخالطه زهو بالنفس .. ولا يداخله عُجْبٌ بدرجة أو رتبة 
رغم قوله تعالى : "ورفعنا لك ذكرك" 
- إنه الافتقار ..  ولكنه افتقار لمن ؟ 
كان أغنى الأغنياء نفساً .. يقبل الهدية .. ولا يأكل الصدقة 
إنه افتقار إلى الله تعالى ... إلى ثوابه .. وحسن جزائه .. يحتاج إليهما من الله .. 
كما يحتاج إليهما أىٌ منهما ..

دروس يعلمها الرسول لصحابته فى الحل والسفر 
فى البدو .. والحضر .. 
يلقنها لهم سلوكاً عملياً .. فطرياً .. يتدفق كما يتدفق الماء فى النهر ..
سيد الأيام :
حدث أبو لبابة عن رسول الله أنه قال : 
" سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمها ..
وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم النحر 
وفيه خمس خلال :
- خلق الله تعالى فيه آدم 
- وأهبطه إلى الأرض 
- وفيه توفى الله تعالى آدم 
- وفيه ساعة .. لا يسأل الله العبد شيئاً إلا أعطاه إياه ما لم يكن حراماً 
- وفيه تقوم الساعة 
ما من ملك مقرب .. ولا سماء.. ولا أرض .. ولا جبال ..ولا رياح .. ولا بحر ..
إلا وهو مشفق من يوم الجمعة .. أن تقوم فيه الساعة " 
وكأن الله تعالى أراد أن يثبت يقينه عما يسمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  واستسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوم الجمعة فقال : اللهم اسقنا .
فقال أبو لبابة :  يا رسول الله 
إن التمرد فى المربد () .. وما فى السماء سحاب نراه .
قال رسول الله : 
" اللهم اسقنا .. ثلاثاً "
وقال فى الثالثة :
" حتى يقوم أبو لبابة عرياناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مربده بإزاره"
أى حتى يقوم أبو لبابة فيخلع ثيابه ليسد بها مخرج الماء فى المكان الذى يجفف فيه تمره .
فاستهلت السماء وأمطرت مطراً شديداً فأطافت الأنصار بأبى لبابة تقول له :
يا أبى لبابة : إن السماء لن تقلع .. حتى تقوم عرياناً فتسد ثَعْلَبَ مربدك بإزارك 
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقام أبو لبابة عرياناً .. فسد ثعلب مربده بإزاره ..
فأقلت السماء وكفت عن المطر !
وتيقن أبو لبابة 
أنَّ دعاء الرسول عليه السلام مستجاب 
وأن سيد الأيام هو يوم الجمعة 
 وفى يوم ………
شاهد المسلمون أبا لبابة منطلقاً لا يلوى على شئ 
دخل المسجد .. اقترب من أحد أعمدته .
ربط نفسه إليه .. وأخذ يبكى .. 
وتتساقط دموعه على خديه وكأنها روافد نهر تترقرق خلال لحيته الكَّثَاءِ الطويلة 
تساءل الناس ..
ماذا حدث ؟ .. وماذا جرى لأبى لبابة ؟
وأبو لبابة يبكى ويقول : 
لا أبرح مكانى هذا .. حتى يتوب الله علىَّ لقد خنت الله ورسوله !
وتعجب المسلمون : 
كيف يخون رجل مثل أى لبابة ؟ ويخون من ؟
يخون الله ورسوله ؟! 
لم يره أحد يرتكب شيئاً يؤاخذ عليه ؟!
فما هو هذا الجرم الذى جعله يفعل بنفسه ما فعل ؟!
ــــــــــ
ومرت الأحداث سريعة متعاقبة .. أمام عينيه 
ذهب حيى بن أخطب كبير اليهود إلى كعب بن أسد صاحب عقد بنى قريظة .
ومازال يغريه بنقض العهد مع المسلمين .
أخذ حيى يلقى فى أذن كعب بن أسد بفحيح الأغراء كفحيح الثعابين 
" ويحك يا كعب .. جئتك بعز الدهر وببحر طامٍ ..!
جئتك بقريش عن بكرة أبيها .. وجئتك بغطفان ..مع قادتها وسادتها 
وقد عاهدونى وعاقدونى .. على ألا يبرحوا .. حتى نستأصل محمداً ومن معه !!
وبعد شئ من التردد ..
قال كعب .. وماذا لو ارتدت الأحزاب .. وفشلت فى القضاء على محمد ؟!
قال حيى : إنى واثق من قدرة الأحزاب وقوتها !
وأعاهدك .. لو حدث شئ مما تكره .. أن أدخل معك فى حصنك ..
وأشاركك فى حظك ... 
وما أسرع ما نسى كعب .. كما هى عادة يهود .. 
فى نقض المواثيق والعهود 
ــــــــــ
وتدور عجلة الأحداث مسرعة .. على غير ما توقع حيى بن أخطب 
كان الرسول صلى الله عليه وسلم  قد أجلى بنى النضير عن المدينة 
فمنهم من رحل إلى أذرعات الشام .. ومنهم من غادر المدينة ونزل خيبر وعلى رأسهم حيى بن أخطب .
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ سيد الأوس وسعد بن عباده سيد الخزرج ومعهما عبد لله بن رواحه .. لاستكشاف أمر يهود قريظة وعما إذا كانوا نقضوا عهدهم مع المسلمين وانضموا إلى هذا الجيش الجرار الذى يحاصر المدينة بهدف القضاء على الدعوة واستئصال المسلمين عن أخرهم بالمدينة ..
فوجدوا قريظة على أخبث ما يكون من نقض العهد والانضمام إلى الأعداء المحيطين بالمدينة .
فماذا يفعل المسلمون إذا فتحت قريظة بابها لدخول الأحزاب فدخلوا عليهم واستأصلوهم .
تفرق الأحزاب .. وعادوا من حيث جاءوا وحاصر الرسول بنى قريظة 
خمسة وعشرين يوماً .. 
حتى أجهدهم الحصار فأرسلوا يستدعون أبا لبابة لاستشارته فى أمرهم 
قال له الرسول : 
اذهب إلى حلفائك .. فإنهم أرسلوا إليك من بين جميع الأوس ..
ودخلت عليهم ... فلما رأونى .. قام إلىَّ الرجال .. 
واجهش النسوة والصبيان بالبكاء .
- يا أبا لبابة : 
نحن مواليك دون الناس كلهم ..
قد عرفت ما صنعناه فى أمرك وأمر قومك قبل الإسلام 
يوم الحدائق .. ويوم بعاث اشتد علينا الحصار .. وهلكنا 
محمد يأبى أن يفارق حصننا .. فماذا ترى ؟ 
لقد اخترناك على غيرك .. !
هل ننزل على حكم محمد ؟ 
وفى لحظة ضعف .. لا أدرى كيف حدثت 
قلت لهم : نعم .. إنزلوا على حكمه 
وأشرت إلى حلقى وأنا أمرر عليه أصابعى .. إنه الذبح !
وكأن ندم كل ما فى العالم كان منتظراً لتلك الكلمة التى قلتها 
والإشارة التى رسمتها .. ليحل فى قلبى .. 
وقلت : " إنا لله وإنا إليه راجعون" 
خنت الله ورسوله .. 
ونزلت ودمعى كالدم يخضب لحيتى ..
فآخذت طريقاً آخر من وراء الحصن 
وأتيت المسجد .. وارتبطت بأحد أعمدته 
وبلغ رسول الله ذهابى .. وعرف ما بى 
فقال : دعوه حتى يحدث الله فيه ما يشاء 
لو كان جاءنى .. لاستغفرت له 
فأما إذ لم يأتنى وذهب وربطه بنفسه فدعوه .. !
ــــــــــ
وارتبط أبو لبابة سبعة أيام .. لا يأكل ولا يشرب .. 
وقال : لا أزال هكذا حتى أفارق الدنيا 
أو يتوب الله علىَّ 
ولم يزل ذلك حتى ضعف فما يكاد يُسْمَعُ له صوت من الجهد والوهن ... 
ورسول الله ينظر إليه بكرة وعشية .. ثم تاب الله عليه .. 
فنودى : " إن الله قد تاب عليك "
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم  إليه ممن يفك وثاقه .. ويطلق عنه رباطه 
لكنه آبى أن يطلقه أحد .. 
غير رسول الله صلى الله عليه وسلم  
فجاء الرسول عليه السلام يحل رباطه 
وإنه ليرفع صوته يكلمه .. ويخبره .. بتوبته 
وما يكاد الرسول ليسمع صوته من الجهد 
وقد حزَّ الرباط فى ذراعه .. 
وكان من شعر ..
وكان يداويه بعد ذلك دهرا 
قال أبو لبابة بصوته الخافت .
يا رسول الله : 
إن من توبتى .. أن أهجر دار قومى .. التى أصبت فيها الذنب .. 
وأن أخرج من مالى كله صدقة إلى الله وإلى رسوله 
قال الرسول :
" يجزئك الثلث ، يا أبا لبابة "
ــــــــــ
وقال مجاهد :  نزل فى أبى لبابة قول الله تعالى :
" وآخرون اعترفوا بذنوبهم 
خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً
 عسى الله أن يتوب عليهم 
 إن الله غفور رحيم "           التوبة 102
وإن كانت هذه الآية نزلت فى أناس معينين ..
إلا أنها عامة فى كل المذنبين الخطائين ..
 ــــــــــ
قل رسول الله صلى الله عليه وسلم  :-
" أتانى الليلة آتيان فابتعثانى فانتهيا بى إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ..ولبن فضة .. 
فتلقانا رجال .. شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء .. 
وشطر كأقبح ما أنت راء .. 
قالا لهم : اذهبوا فقعوا فى ذلك النهر 
فوقعوا فيه .. ثم رجعوا إلينا 
قد ذهب ذلك السوء عنهم .. فصاروا فى أحسن صورة . 
قالا لى : هذه جنة عدن 
وهذا منزلك ..
قالا : وأما القوم .. 
الذين كانوا .. شطر منهم حسن .. وشطر منهم قبيح ... ... 
فإنهم خلطوا عملاً صالحاً .. وآخر سيئاً .. تجاوز الله عنهم . " 
هكذا رواه البخارى مختصراً 
فى تفسير هذه الآية 
هنيئاً لك يا أبا لبابة .. 
توبة الله عليك أنت ومن معك من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  
الذين عاشوا مع الرسول .. ونهلوا من مشربه 
فازدادوا إيماناً ويقيناً إلى هذا الحد الذى رأيناه عندك . 
بعض إخوانك كان يذهب إلى رسول الله طالباً الدعاء له بالمغفرة وبقبول توبته  
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يستجيب لهم ويدعو لهم بصالح الدعوات لما يلمس من إخلاصهم وصدق توبتهم ورجوعهم إلى الله تعالى خاشعين ..
إنهم يعلمون إن الله تعالى قد منح رسوله الكريم هذا الشرف والفضل العظيم فى قوله 
" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك"
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول 
لوجدوا الله تواباً رحيماً. "   النساء 64
- والبعض الآخر كأبى لبابة .. 
أصدر على نفسه الحكم وقيد نفسه .. واتجه إلى الله تعالى 
تائباً نائباً رافضاً للطعام والشراب حتى يتيقن من توبة الله عليه .
وهو لم يفعل ذلك تخطياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم  ولكنه فعله استحياءً منه لأنه خالف أمره فى لحظة ضعف ..
فثارت عليه نفسه اللوامة وهو يعلم فى النهاية أن حكم الله 
سينزل على رسوله قرآناً أو غير قرآن كما يشار الله 
ولذا رأينا أن أبا لبابة رفض أن يفك وثاقه أحد غير رسول الله ليطمئن إلى أن الله تعالى قد تاب عليه يقيناً 

فالرسول هو المبلغ الصادق الأمين عن الله تعالى .

وهذه درجة عالية من الإيمان لا تتاح لكل الناس .